من هو خليفة كروس؟ صفقات الوسط في ريال مدريد هذا الصيف
من هو خليفة كروس؟ صفقات الوسط في ريال مدريد هذا الصيف
انتقالات ريال مدريد: الحقيقة حول خليفة كروس تنكشف أخيراً
الموضوع المتعلق بـ"انتقالات ريال مدريد" يهيمن عليه حالياً واقع لا مفر منه: فقدان توني كروس كان أكثر أهمية مما كان متوقعاً. فمنذ رحيله، فقد ريال مدريد الرابط بين الدفاع والهجوم، وانتهى موسم 2024/25 بشكل غير مكتمل للنادي الملكي.
في الواقع، غياب توني كروس أصبح ملحوظاً للغاية في خط وسط ريال مدريد. بعد ما يقارب عشر سنوات في النادي، غادر لاعب الوسط الألماني كأسطورة، تاركاً فراغاً يكافح أبطال إسبانيا لملئه رغم صفقات الانتقالات هذا الصيف. سنحلل في هذا المقال أحدث أخبار انتقالات ريال مدريد المتعلقة بالبحث عن الخليفة المثالي لكروس. فموهبة قادرة على تنظيم إيقاع المباراة ستسمح حتماً للملكي بوضع استراتيجية تكتيكية تمثل فعلاً هوية لعبه.
لماذا يحتاج ريال مدريد لإعادة بناء خط وسطه
فقدان الثلاثي الأسطوري في خط الوسط يمثل نقطة تحول حاسمة في التاريخ الحديث للنادي. البداية كانت مع كاسيميرو، ثم توني كروس، والآن لوكا مودريتش الذي سيغادر النادي بعد كأس العالم للأندية 2025، منهياً بذلك حقبة ذهبية دامت 13 عاماً في مدريد تُوج خلالها بـ28 لقباً.
رحيل كروس، الذي حدث وهو في قمة عطائه عن عمر 34 عاماً، خلق فراغاً لم يملأه أحد. فالألماني كان المايسترو الذي يضبط إيقاع اللعب بدقة جراحية. يحاول داني سيبايوس تعويض هذا الغياب، مع أفضل معدل تمريرات ناجحة في الفريق بنسبة 95% في الليغا، لكن التأثير العام لا يزال غير كافٍ.
بالإضافة إلى ذلك، تدهور التوازن الدفاعي بشكل ملحوظ. كارلو أنشيلوتي اعترف بالمشكلة قائلاً: "افتقرنا إلى التوازن في الفريق... إنها مشكلة جماعية". وتظهر هذه الهشاشة خصوصاً في المنطقة بين منطقة الجزاء ونقطة الجزاء، حيث يتلقى الفريق فرصاً خطيرة منذ رحيل كاسيميرو.
وزادت الأمور سوءاً بسبب أزمة إصابات غير مسبوقة. إدواردو كامافينغا سيغيب حتى بداية أغسطس 2025 بسبب إصابة في الأوتار، ما يزيد من ضعف خط الوسط.
ومع ذلك، يمتلك ريال مدريد مواهب شابة واعدة مثل جود بيلينغهام، فيديريكو فالفيردي، أوريلين تشواميني وأردا غولر. لكن هؤلاء اللاعبين لم يحققوا بعد الانسجام اللازم لتشكيل وحدة متماسكة. بيلينغهام، رغم تميّزه، غالباً ما يضطر لتعويض الثغرات الدفاعية على حساب تأثيره الهجومي.
تشكيلة ريال مدريد بُنيت بطريقة "غير كافية ومتفائلة للغاية"، مما يجعل من انتقالات النادي المقبلة حاسمة جداً. يجب الآن استهداف لاعبين قادرين على تقديم التوازن الذي لم يعد بإمكان كروس ومودريتش ضمانه. أخبار انتقالات ريال مدريد في الأشهر القادمة ستحدد ما إذا كان النادي سيستعيد استقراره في خط الوسط أو إذا كانت هذه المرحلة تمثل بداية لفترة إعادة بناء أطول.
الخيارات التي يدرسها ريال مدريد
لمواجهة تحدي تعويض توني كروس، يدرس مسؤولو ريال مدريد عدة خيارات لتعزيز خط وسط الفريق. من بين الأسماء البارزة أنجيلو ستيلر من شتوتغارت. اللاعب الألماني البالغ من العمر 24 عاماً، والذي يُقدّر سعره بـ40 مليون يورو، يُقال إنه توصل بالفعل لاتفاق مبدئي مع ريال مدريد بعقد حتى عام 2030. وقد أعطى تشابي ألونسو، المدرب المرتقب للنادي، موافقته على هذا الانتقال، معتبراً ستيلر خليفة محتملاً لكروس.
كذلك، يُعد إكسيكيل بالاسيوس من باير ليفركوزن خياراً جدياً. اللاعب الأرجنتيني، والمقدر سعره بـ40 مليون يورو، يتمتع بعلاقة قوية مع تشابي ألونسو، مدربه الحالي. ومن المثير للاهتمام أن بالاسيوس كان قريباً من الانتقال لريال مدريد في 2019 قبل أن تعرقل الإصابة الصفقة. وإذا تمت الصفقة، سيحصل ناديه السابق ريفر بليت على 10% من الأرباح.
رودري من مانشستر سيتي هو أيضاً هدف محتمل لعام 2025. اللاعب الحاصل على الكرة الذهبية والعقده ممتد حتى 2027، قد يكلف أكثر من 100 مليون يورو. ويأمل ريال مدريد في التقدم بعرض في نهاية الموسم الحالي، عندما يتبقى في عقده عامين فقط.
اسم آخر يظهر على الساحة هو تيجاني رايندرز من ميلان. اللاعب الهولندي البالغ من العمر 26 عاماً لفت أنظار ريال مدريد في مباراة دوري الأبطال التي فاز فيها ميلان 3-1 في البرنابيو وسجل خلالها هدفاً. ورغم تمديد عقده حتى 2030، يعتبره ريال مدريد خياراً محتملاً رغم أن الصفقة قد تكلف حوالي 60 مليون يورو.
أخيراً، تشمل صفقات ريال مدريد 2025 بالفعل فرانكو ماستانتوونو، الموهبة الأرجنتينية البالغة من العمر 17 عاماً، والتي تم التعاقد معها مقابل 45 مليون يورو. سينضم رسمياً في أغسطس 2025 بعقد يمتد حتى 2031، ويمكن أن يندمج تدريجياً في خط الوسط الملكي.
كل هذه التحركات تؤكد أن النادي يعمل على عدة جبهات للعثور على خليفة كروس، مع تكييف استراتيجيته حسب اللاعبين المتاحين وفرص السوق.
ما هو الملف المطلوب لتعويض كروس؟
إيجاد خليفة حقيقي لتوني كروس يُعد تحدياً معقداً في سوق انتقالات ريال مدريد. فالألماني امتلك قدرة فريدة على التحكم في إيقاع المباراة، وهي ميزة نادرة حتى بين نخبة لاعبي العالم.
بحسب خورخي فالدانو، أسطورة النادي: "وجود كروس كان مريحاً. كان يمنح الفريق الصبر عندما يحتاجه، والنشاط العقلي عندما يتوجب التسريع". هذه المرونة مفقودة بشدة هذا الموسم، حيث لم ينجح أي لاعب حالٍ في تقليد تأثيره.
الأرقام تتحدث عن نفسها. كروس كان يملك نسبة فقدان استحواذ منخفضة جداً بـ8.6%، ما يعكس موثوقيته العالية. من بين لاعبي ريال الحاليين، وحده تشواميني يقترب من ذلك بنسبة 9.4%، ولكن دون نفس الرؤية في اللعب.
وقال تشابي ألونسو، المدرب المرتقب: "يمكننا امتلاك خط وسط مسيطر عبر ملفات متنوعة، وسنقيّم ذلك بمرور الوقت"، ما يشير إلى مقاربة براغماتية بدلاً من البحث عن نسخة طبق الأصل.
ومع ذلك، يجب أن يمتلك اللاعب المثالي خصائص محددة. أنجيلو ستيلر يُوصف بأنه "لاعب وسط متكامل في صناعة اللعب. يتقن التمريرات العمودية لتحريك الفريق نحو الهجوم"، وهو ما يتوافق تماماً مع متطلبات النادي حالياً.
حقاً، يجب على انتقالات ريال مدريد 2025 أن تركز على لاعب يمكنه "الحفاظ على سيطرة خط الوسط" كما فعل كروس لعقد من الزمن. ولذا، تتمحور الأخبار حول لاعبين لديهم رؤية ممتازة للعب ودقة تمرير عالية.
كما أن الخليفة المثالي يجب أن يظهر فهماً تكتيكياً يسمح له بالتمركز بين قلبي الدفاع، لتحسين انسيابية اللعب من الخلف. وهذه القدرة على تنظيم اللعب هي الأصعب في تعويضها.
وبالتالي، تعكس صفقات ريال مدريد بحثاً معقداً عن لاعب يمتلك ذكاءً فنياً عالياً، وتقنية دقيقة، ونضج كافٍ لتحمل هذا الدور الأساسي في أحد أكبر أندية العالم.
الخاتمة
يُمثل البحث عن خليفة لتوني كروس التحدي الأكبر في انتقالات ريال مدريد منذ سنوات. فاستبدال لاعب يتحكم في الإيقاع بدقة جراحية ليس بالأمر السهل.
رحيل كروس، ويتبعه مودريتش، يُنهي حقبة مجيدة لخط وسط ريال. ومع ذلك، يبدو أن إدارة النادي قد استفادت من هذه المرحلة الانتقالية الصعبة. الأسماء المطروحة – ستيلر، بالاسيوس، رودري، رايندرز – تشير إلى رؤية واضحة: استعادة الذكاء الفني والسيطرة التكتيكية التي ميّزت ريال مدريد.
من بين هؤلاء، يُعد ستيلر الخيار الأقرب على المدى القصير، لقدرته على تحريك اللعب للأمام. ولكن رودري، رغم تكلفته العالية، قد يقدم حلاً أكثر تكاملاً وخبرة.
موسم 2025/26 سيكون حاسماً في مستقبل ريال مدريد. فبدون خط وسط متوازن، لن تكون مهارات بيلينغهام، مبابي وفينيسيوس كافية لاستعادة المجد الأوروبي. وبالتالي، فإن سوق الانتقالات القادمة سيُحدد ما إذا كان ريال مدريد سينجح في سد فراغ كروس أو إذا ما كانت هذه المرحلة بداية لفترة أصعب.
في النهاية، قد لا يكون الخليفة نسخة طبق الأصل من كروس، بل لاعب يقدّم رؤيته الخاصة ويحافظ على السيطرة على الإيقاع التي شكّلت قلب هوية ريال مدريد لعقد من الزمن. التحدي كبير، لكن التاريخ يُظهر أن ريال مدريد دائماً ما عرف كيف يُعيد اختراع نفسه.